التعجب اعني مثالي ما افعله وافعل به وهي كل فعل ثلاثي متصرف قابل للتفاوت غير ناقص ككان واخواتها ولا ملازم للنفي ولا اسم فاعله على افعل ولا مبني للمفعول فلا يبنيان مما زاد على ثلاثة احرف لان بناءهما منه يفوت الدلالة على المعنى المتعجب منه اما فيما اصوله اربعة نحو دحرج وسرهف فلانه يؤدي الى حذف بعض الاصول ولا خفاء في اخلاله بالدلالة واما في غيره فلانه يؤدي الى حذف الزيادة الدالة على معنى مقصود ألا ترى انك لو بنيت من نحو ضارب وانضرج واستخرج افعل فقلت ما اضربه واضرجه واخرجه لفاتت الدلالة على معنى المشاركة والمطاوعة والطلب واجاز سيبويه بناء فعل التعجب من افعل كقولهم ما اعطاه للدراهم وما اولاه للمعروف لا من غيره مما زاد على الثلاثة ولا يبنيان من فعل غير متصرف نحو نعم وبئس ولا من فعل لا يقبل التفاوت نحو مات زيد وفني الشيء لانه لا مزية فيه لبعض فاعليه على بعض ولا من فعل ملازم للنفي نحو ما عاج زيد بهذا الدواء اي ما انتفع به فان العرب لم تستعمله الّا في النفي فلا يبنى منه فعل التعجب لان ذلك يؤدي الى مخالفة الاستعمال والخروج به عن النفي الى الايجاب ولا يبنيان من فعل اسم فاعله على افعل نحو شهل فهو اشهل وخضر الزرع فهو اخضر وعور فهو اعوّر وعرج فهو اعرج لان افعل هو لاسم فاعل ما كان لونا او خلقة واكثر افعال الالوان والخلق انما تجيء على افعل بزيادة مثل اللام نحو احمرّ وابيضّ واسودّ واعورّ واحولّ فلم بين فعل التعجب في الغالب مما كان منها ثلاثيا اجراء للاقل مجرى الاكثر ولا يبنيان من فعل مبني للمفعول نحو ضرب وحمد لئلّا يلتبس التعجب منه بالتعجب من فعل الفاعل وعلى هذا لو كان الالتباس مأمونا مثل ان يكون الفعل ملازما للبناء للمفعول نحو وقص الرجل وسقط في يده لكان بناء فعل التعجب منه خليقا بالجواز
وأشدد أو أشدّ أو شبههما |
|
يخلف ما بعض الشّروط عدما |
ومصدر العادم بعد ينتصب |
|
وبعد أفعل جرّه بالبا يجب |
تقول اذا اردت التعجب من فعل فقد بعض الشروط المصححة للتعجب من لفظه فجئ باشد او اشدد او ما جرى مجراهما وأوله مصدر الفعل الذي تريد التعجب منه منصوبا بعد افعل ومجرورا بالباء بعد افعل وهذا العمل يصح في كل فعل لم يستوف الشروط الّا ما عدم التصرف كنعم وبئس لانه لا مصدر له صريحا ولا مؤوّلا فاما المنفي والمبني