الآخر نعم السير على بئس العير وقول الراجز
صبحك الله بخير باكر |
|
بنعم طير وشباب فاخر |
ولا حجة فيما اوردوه لجواز ان يكون دخول حرف الجرّ في بنعم الولد وعلى بئس العير كدخوله على نام في قول القائل
عمرك ما ليلي بنام صاحبه |
|
ولا مخالط الليان جانبه |
تقديره ما ليلي بليل نام صاحبه ثم حذف الموصوف واقيمت صفته مقامه فجرى عليها حكمه وهكذا ما نحن بصدده كان اصله ما هي بولد نعم الولد ونعم السير على عير بئس العير ثم حذف الموصوف واقيمت صفته مقامه فدخل عليها حرف الجرّ واما قوله بنعم طير فهو على الحكاية ونقل الكلمة عن الفعلية الى جعلها اسما للفظ كما في نحو قوله صلىاللهعليهوسلم. وانهاكم عن قيل وقال. والمعنى صبحك الله بكلمة نعم منسوبة الى الطائر الميمون وفي نعم وبئس اربع لغات نعم وبئس وهو الاصل ونعم وبئس ونعم وبئس ونعم وبئس بالاتباع وهذه اللغات الاربع جائزة في كل ما عينه حرف حلق وهو ثلاثي مفتوح الاول مكسور الثاني نحو شهد وفخذ وقوله رافعان اسمين الى آخر الابيات الثلاثة مبين به ان نعم وبئس يقتضيان فاعلا معرّفا بالالف واللام الجنسية او مضافا الى المعرف بهما او مضمرا مفسرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز فالاول كقوله تعالى. (نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.) والثاني نحو نعم عقبى الكرما ونظيره قوله تعالى. (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ.) والمضاف الى المضاف الى المعرّف بالالف واللام بمنزلة المضاف الى المعرف بهما وذلك نحو نعم غلام صاحب القوم قال الشاعر
فنعم ابن اخت القوم غير مكذب |
|
زهير حسام مفرد من حمائل |
والثالث كقولك نعم قوما معشر زيد ومثله قول الشاعر
لنعم موئلا المولى اذا حذرت |
|
بأساء ذي البغي واستيلاء ذي الإحن |
التقدير لنعم الموئل موئلا المولى فاضمر الفاعل وفسر بالتمييز بعده ونحوه قوله تعالى.
(بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً.) وقد يستغنى عن التمييز للعلم بجنس الضمير كقوله صلىاللهعليهوسلم. من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت. اي فبالسنة اخذ ونعمت السنة والغالب في نعم وبئس ان لا يخرج فاعلهما عن احد الاقسام المذكورة وإنما قلت الغالب لان الاخفش حكى ان ناسا من العرب يرفعون بنعم وبئس النكرة المفردة نحو نعم خليل زيد والمضافة ايضا نحو نعم جليس قوم عمرو وربما قيل نعم زيد وفي الحديث