وما به إلى تعجّب وصل |
|
لمانع به إلى التّفضيل صل |
يعني ان ما لا يجوز التعجب من لفظه لمانع فيه يتوصل الى الدلالة على التفضيل فيه بمثل ما يتوصل الى التعجب منه فيبنى افعل التفضيل من اشد او ما جرى مجراه ويميز بمصدر ما فيه المانع وذلك نحو قولك هو اكثر استخراجا واقبح عورا وافجع موتا
وأفعل التّفضيل صله أبدا |
|
تقديرا او لفظا بمن إن جرّدا |
افعل التفضيل في الكلام على ثلاثة اضرب مضاف ومعرف بالالف واللام ومجرد من الاضافة والالف واللام فان كان مجردا لزم اتصاله بمن التي لابتداء الغاية جارة للمفضل عليه كقولك زيد اكرم من عمرو واحسن من بكر وقد يستغنى بتقدير من عن ذكرها لدليل ويكثر ذلك اذا كان افعل التفضيل خبرا كقوله تعالى. (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى.) ويقل ذلك اذا كان صفة او حالا كقول الراجز.
تروّحي اجدر ان تقيلي |
|
غدا بجنبي بارد ظليل |
اي تروحي وأني مكانا اجدر ان تقيلي فيه من غيره وان كان افعل التفضيل مضافا نحو زيد افضل القوم او معرفا بالالف واللام نحو زيد الافضل لم يجز اتصاله بمن فاما قوله
ولست بالاكثر منهم حصى |
|
وانما العزة للكاثر |
ففيه ثلاثة اوجه احدها ان من فيه ليست لابتداء الغاية بل لبيان الجنس كما هي في نحو انت منهم الفارس الشجاع اي من بينهم الثاني انها متعلقة بمحذوف دل عليه المذكور الثالث ان الالف واللام زائدتان فلم يمنعا من وجود من كما لم يمنعا من الاضافة في قول الشاعر
تولي الضجيع اذا تنبه موهنا |
|
كالأقحوان من الرشاش المستقي |
قال ابو علي اراد من رشاش المستقي
وإن لمنكور يضف أو جرّدا |
|
ألزم تذكيرا وأن يوحّدا |
وتلو أل طبق وما لمعرفه |
|
أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه |
هذا إذا نويت معنى من وإن |
|
لم تنو فهو طبق ما به قرن |
إذا كان افعل التفضيل مجردا لزمه التذكير والافراد بكل حال كقولك هو افضل