وليعط في التّعريف والتّنكير ما |
|
لما تلا كامرر بقوم كرما |
النعت لا بدان يتبع المنعوت في اعرابه وتعريفه وتنكيره سواء كان جاريا على ما هو له او على ما هو لشيء من سببه فلا تنعت النكرة بمعرفة لئلّا يلزم مخالفة الغرض المقصود بالنسبة وهو المنعوت فان النعت انما يجيء لتكميل المنعوت فمتى كان معرفة عيّن مسمى المنعوت وزال ما قصد فيه من الابهام والشيوع فلا تنعت النكرة الّا بنكرة مثلها كقولك امرر بقوم كرما ولا تنعت المعرفة بنكرة صونا لها من توهم طرئان التنكير عليها وانما تنعت بالمعرفة كقولك امرر بالقوم الكرما اللهمّ الّا اذا كان التعريف بلام الجنس فانه لقرب مسافته من التنكير يجوز نعتها حينئذ بالنكرة المخصوصة ولذلك تسمع النحويين يقولون في قوله
ولقد امرّ على اللئيم يسبني |
|
فاعفّ ثم اقول ما يعنيني |
انّ يسبني صفة لا حال لان المعنى ولقد امرّ على لئيم من اللئام ومثله قوله تعالى. (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ). وقولهم ما ينبغي للرجل مثلك او خير منك ان يفعل كذا
وهو لدى التّوحيد والتّذكير أو |
|
سواهما كالفعل فاقف ما قفوا |
يجري النعت في مطابقة المنعوت وعدمها مجرى الفعل الواقع موقعه فان كان جاريا على ما هو له رفع ضمير المنعوت وطابقه في الافراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث تقول مررت برجلين حسنين وامرأة حسنة كما تقول برجلين حسنا وامرأة حسنت وان كان جاريا على ما هو لشيء من سببه فان لم يرفع السببي فهو كالجاري على ما هو له في مطابقته المنعوت لانه مثله في رفعه ضمير المنعوت وذلك قولك مررت بامرأة حسنة الوجه وبرجال حسان الوجوه وان رفع السببي كان بحسبه في التذكير والتأنيث كما في الفعل فيقال مررت برجال حسنة وجوههم وبامرأة حسن وجهها كما يقال حسنت وجوههم وحسن وجهها وجاز فيه رافعا لجمع الافراد والتكسير فيقال مررت برجل كريم اباؤه وكرام ابآؤه وجاز فيه ايضا ان يجمع جمع المذكر السالم والمطابقة في التثنية والجمع على لغة اكلوني البراغيث فيقال مررت برجل حسنين غلمانه وكريمين ابواه
وانعت بمشتقّ كصعب وذرب |
|
وشبهه كذا وذي والمنتسب |