المشتق ما أخذ من لفظ المصدر للدلالة على معنى منسوب اليه فلو قال وانعت بوصف مثل صعب وذرب كان امثل لان من المشتق اسماء الزمان والمكان والآلة ولا ينعت بشيء منها انما ينعت بما كان صفة وهو ما دلّ على حدث وصاحبه كصعب وذرب وضارب ومضروب وأفضل منك او اسما مضمنا معنى الصفة اما وضعا كاسم الاشارة وذي بمعنى صاحب او بمعنى الذي وكاسماء النسب واما استعمالا كقولهم مررت بقاع عرفج كله اي خشن
ونعتوا بجملة منكّرا |
|
فأعطيت ما أعطيته خبرا |
وامنع هنا إيقاع ذات الطّلب |
|
وإن أتت فالقول أضمر تصب |
تقع الجملة موقع المفرد نعتا كما تقع موقعه خبرا الّا انه لتأوّلها بالمفرد النكرة لا يكون المنعوت بها الّا نكرة او ما في معناها كالذي في قوله ولقد امرّ على اللئيم يسبني على ما تقدم ذكره ولا بد في الجملة المنعوت بها من ضمير يربطها بالمنعوت ليحصل بها تخصيصه كقولك مررت برجل ابوه كريم وعرفت امرأة يبهر حسنها وقد يحذف الضمير للعلم به كقوله
فما ادري أغيّرهم تناء |
|
وطول العهد ام مال اصابوا |
والى هذا الاشارة بقوله فاعطيت ما اعطيته خبرا ولما اوهم هذا الاطلاق جواز النعت بالجملة الطلبية اذ كان يجوز الاخبار بها رفع ذلك الايهام بقوله وامنع هنا ايقاع ذات الطلب فعلم انه لا ينعت بالجملة الّا اذا كانت خبرية لان معناها محصل فيمكن ان تخصص المنعوت ويحصل بها فائدة بخلاف الجملة الطلبية فانها لا تدل على معنى محصل فلا يمكن ان تخصص المنعوت ولا يحصل بها فائدة فلا يصح النعت بها وما اوهم ذلك أوّل كقول الراجز يصف قوما سقوا ضيفهم لبنا مخلوطا بالماء
ما زلت اسعى نحوهم واختبط |
|
حتى اذا كاد الظلام يختلط |
جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط |
اي مقول فيه عند رؤيته هذا القول لإيراده في خيال الرائي لون الذئب بورقته لكونه سمارا
ونعتوا بمصدر كثيرا |
|
فالتزموا الإفراد والتّذكيرا |
ينعت بالمصدر كثيرا على تأويله بالمشتق كقولهم رجل عدل ورضى ويلتزمون فيه