قبلها لما بعدها فيما سيقت لاجله وان كان مساق ما قبلها صورة على غير مساق ما بعدها الضرب الثاني ما يعطف لفظا فحسب اي يشرك في الاعراب وحده وهو بل ولا ولكن وعدّ الكوفيون من هذا الضرب ليس محتجين بنحو قول الشاعر
أين المفرّ والاله الطالب |
|
والاشرم المغلوب ليس الغالب |
ولا حجة فيه لجواز ان يجعل الغالب اسم ليس وخبرها ضميرا متصلا عائدا على الاشرم ثم حذف لاتصاله كما يحذف في نحو زيد ضربه عمرو اذا قلت زيد ضرب عمرو وكما حذف في قول الشاعر
فاطعمنا من لحمها وسنامها |
|
شواء وخير الخير ما كان عاجله |
التقدير ما كانه عاجله على معنى عاجل الخير خبره
فاعطف بواو لاحقا أو سابقا |
|
في الحكم أو مصاحبا موافقا |
واخصص بها عطف الّذي لا يغني |
|
متبوعه كاصطفّ هذا وابني |
لما فرغ من عدد حروف العطف اخذ في بيان معانيها وكيفية استعمالها فقال فاعطف بواو لاحقا او سابقا في الحكم او مصاحبا موافقا فبين ان الواو لمطلق الجمع فيصح ان يعطف بها لاحق اي متأخر عن المتبوع في حصول المشاركة فيه له كقولك جاء زيد وعمرو بعده وان يعطف بها سابق اي متقدم على المتبوع في حصول المشاركة فيه له كقولك جاء زيد وعمرو قبله وان يعطف بها مصاحب اي موافق للمتبوع في زمان حصول ما فيه الاشتراك كقولك جاء زيد وعمرو معه والى هذا الذي ذكرته الاشارة بقوله او سابقا في الحكم فرفع توهم ان يراد بلاحق وسابق ومصاحب اللحاق والسبق والمصاحبة في الوجود لا في النسبة الى ما فيه المشاركة ويحكى عن بعض الكوفيين ان الواو للترتيب فلا يجوز ان يعطف بها سابق ويدل على عدم صحة هذا القول الاستعمال كقوله تعالى. (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ.) وقوله تعالى. فيما يحكيه عن منكري البعث. (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ.) وقوله تعالى. (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ.) وكقول الشاعر
أغلى السباء بكل أدكن عاتق |
|
او جونة قدحت وفض ختامها |
وقول الآخر