حتى اذا رجب تولى وانقضى |
|
وجماديان وجاء شهر مقبل |
وقول الآخر
فقلت له لما تمطى بجوزه |
|
وأردف أعجازا وناء بكلكل |
وتختص الواو بعطف ما لا يستغنى عنه في الكلام بمتبوعه كفاعل ما يقتضي الاشتراك في الفاعلية لفظا وفيها وفي المفعولية معنى كقولك تضارب زيد وعمرو واختصم خالد وبكر ومنه قوله اصطف هذا وابني فلو قلت اصطف هذا فابني او ثم ابني لم يجز لان الفاء وثم للترتيب وهو ينافي الاشتراك في الفاعلية والمفعولية معا اذا تأملت
والفاء للتّرتيب باتّصال |
|
وثمّ للتّرتيب بانفصال |
واخصص بفاء عطف ما ليس صله |
|
على الّذي استقرّ أنّه الصّله |
الفاء للترتيب وهو على ضربين ترتيب في المعنى وترتيب في الذكر والمراد بالترتيب في المعنى ان يكون المعطوف بها لاحقا متصلا بلا مهلة كقوله تعالى. (خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ.)
والاكثر كون المعطوف بها متسببا عما قبله كقولك أملته فمال واقمته فقام وعطفته فانعطف واما الترتيب في الذكر فنوعان احدهما عطف مفصل على مجمل هو هو في المعنى كقولك توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه ورجليه ومنه قوله تعالى.
(وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ.)
الثاني عطف لمجرد المشاركة في الحكم بحيث يحسن بالواو كقول امرئ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط اللوى بين الدّخول فحومل |
وتختص الفاء بعطف ما لا يصلح كونه صلة على ما هو صلة كقولك الذي يطير فيغضب زيد الذباب فلو جعلت موضع الفاء واوا او غيرها فقلت الذي يطير ويغضب زيد او ثم يغضب زيد الذباب لم تجز المسألة لان يغضب زيد جملة لا عائد فيها على الذي فلا يصح ان تعطف على الصلة لان شرط ما عطف على الصلة ان يصلح وقوعه صلة فان كان العطف بالفاء لم يشترط ذلك لانها تجعل ما بعدها مع ما قبلها في حكم جملة واحدة لاشعارها بالسببية فكأنك قلت الذي ان يطير يغضب زيد الذباب واما ثم فللترتيب في المعنى بانفصال اي يكون المعطوف بها لاحقا للمعطوف عليه في حكمه متراخيا عنه بالزمان كقوله تعالى. (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى). وقد تأتي للترتيب في الذكر كقوله تعالى. (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ