فلا تطمع ابيت اللعن فيها |
|
ومنعكها بشيء يستطاع |
فان الهاء منهما ثاني ضميرين أو لهما اخص لما علمت ان المتكلم اخص من المخاطب والمخاطب اخص من الغائب وغير مرفوع ايضا لانه في المثال الاول منصوب وفي الثاني مجرور فيجوز في الهاء المذكورة الوجهان نحو سلنيه وسلني اياه ومنعكها ومنعك اياها الّا ان الاتصال مع الفعل احسن واكثر كما في قوله تعالى. (أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ.) والانفصال جائز في السعة كقوله صلىاللهعليهوسلم. ان الله ملككم اياهم ولو شاء لملكهم اياكم. ولو كان اول الضميرين غير اخص وجب في الثاني الانفصال كما في لملكهم اياكم وسيأتي ذكره ولو كان اول الضميرين مرفوعا وجب الاتصال نحو اكرمتك واعطيتك واما الثاني فكالهاء من قولك اما الصديق فكنته فانه يجوز فيه الاتصال لشبهه بالمفعول والانفصال ايضا لان منصوب كان خبر في الاصل والخبر لاحظ له في الاتصال واختار اكثرهم الانفصال والصحيح اختيار الاتصال لكثرته في النظم والنثر الفصيح كقوله صلىاللهعليهوسلم لعمر رضياللهعنه في ابن صياد. ان يكنه فلن تسلط عليه وان لا يكنه فلا خير لك في قتله. وحكى سيبويه عمن يوثق به (عليه رجلا ليسني) وانشد لابي الاسود
فان لا يكنها او تكنه فانه |
|
اخوها غذته امه بلبانها |
واما الانفصال فجاء في الشعر كقوله
لئن كان اياه لقد حال بعدنا |
|
عن العهد والانسان قد يتغير |
ولم يجىء في النثر الّا في الاستثناء نحو اتوني ليس اياك. ولا يكون اياك فان الاتصال فيه من الضرورة كقوله
عددت قومي كعديد الطيس |
|
اذ ذهب القوم الكرام ليسي |
واما نحو خلتنيه فمن باب سلنيه ولكن افرده بالذكر لينبه على ما فيه من الخلاف ويذكر رأيه فيه فقال كذاك خلتنيه فعلم انه يجوز في الهاء منه الاتصال والانفصال ثم ذكر انه يختار الاتصال وان منهم من يختار الانفصال نظرا الى انه خبر في الاصل وليس بمرضي لان الاتصال قد جاء في الكتاب العزيز في قوله تعالى. (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ.) والانفصال لا يكاد يعثر عليه الّا في الشعر كقوله
اخي حسبتك اياه وقد مائت |
|
ارجاء صدرك بالاضغان والإحن |
وقدّم الأخصّ في اتّصال |
|
وقدّمن ما شئت في انفصال |