القسم فعاملوا الفعل بعدها معاملته بعد اللام فان تقدمت على ما ربّ لم يؤكد الفعل بعدها الّا فيما ندر من نحو قول الشاعر
ربما أوفيت في علم |
|
ترفعن ثوبي شمالات |
وقولهم ربما يقولن ذلك حكاه سيبويه رحمهالله لان ربما تصير الفعل بعدها ماضي المعنى واما توكيده بعد لم فنادر ايضا لانه مثل الواقع بعد ربما في مضي معناه قال الراجز
يحسبه الجاهل ما لم يعلما |
|
شيخا على كرسيه معمما |
واما توكيده بعد لا النافية فقليل ومن حقه ان يكون اكثر من توكيده بعد لم لشبهه اذ ذاك بالنهي قال الشاعر
فلا الجارة الدنيا لها تلحينّها |
|
ولا الضيف منها ان اناخ محوّل |
ومنه قوله تعالى. (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ) خاصة ومنهم من زعم ان هذا نهي على اضمار القول وليس بشيء فانه قد اكد الفعل بعد لا النافية في الانفصال كما في البيت المذكور فتوكيده بها مع الاتصال اقرب لانه اشبه بالنهي واما توكيده اذا كان شرطا لغير اما او جزاء فقليل انشد سيبويه
من تثقفن منهم فليس بآيب |
|
ابدا وقتل بني قتيبة شافي |
وانشد ايضا قول الكميت في توكيد الجزاء
فمهما تشأ منه فزارة تعطكم |
|
ومهما تشأ منه فزارة تمنعا |
اراد تمنعن مؤكّدا بالنون الخفيفة ثم ابدلها الفا للوقف وجاء توكيد المضارع في غير ما ذكر على غاية من الندور ولذلك لم يتعرض لذكره في هذا المختصر قال الشاعر
ليت شعري واشعرنّ اذا ما |
|
قربوها منشورة ودعيت |
ألي الفوز ام عليّ اذا هو |
|
سبت اني على الحساب مقيت |
واندر من ذلك توكيد اسم الفاعل لشبهه بالمضارع انشد ابو الفتح قول رؤبة
أريت ان جاءت به املودا |
|
مرجلا ويلبس البرودا |
أقائلنّ احضروا الشهودا |
ولما فرغ من ذكر ما يدخله نون التوكيد على اختلاف احواله اخذ في بيان ما ينشأ عن دخولها من التغيير فقال وآخر المؤكد افتح كابرزا فعلم ان حق المؤكد بها ان يفتح لانهم جعلوا الفعل معها بمنزلة خمسة عشر في التركيب فبنوه معها على الفتح صحيحا كان