ما قبلها نون تقي الفعل كسرة الاتباع لانها شبيهة بالجرّ لكثرة وقوعها في الاسماء فام تلحق بالفعل الّا معها نون الوقاية اي الياء بخلاف الكسرة التي قبل ياء المخاطبة نحو تفعلين فانها لا تشبه الجرّ لان ياء المخاطبة مختصة بالفعل فصانوا الافعال عن الكسرة لياء المتكلم بالحاق نون الوقاية كقولك اكرمني ويكرمني واكرمني ولا تتصل الياء بالفعل بدون النون الّا فيما ندر من نحو اذ ذهب القوم الكرام ليسي والوجه ليسني او ليس اياي اما اذا نصب الياء الحرف اعني انّ او احدى اخواتها ففيه تفصيل فان الناصب ان كان ليت وجب الحاق النون نحو يا ليتني كنت معهم ولم تترك الّا فيما ندر من نحو قوله
كمنية جابر اذ قال ليتي |
|
اصادفه وأفقد بعض مالي |
وان كان لعل فالوجه تجردها من النون نحو قوله تعالى (.. لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى.) وقوله تعالى. (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ.) ولا تلحقها النون الّا في الضرورة كقوله.
فقلت اعيراني القدوم لعلني |
|
اخط بها قبرا لأبيض ماجد |
وان كان الناصب للياء إنّ او أنّ او كأنّ او لكنّ جاز الوجهان على السواء والى هذا اشار بقوله وكن مخيرا في الباقيات تقول اني وانني وكأني وكأنني ولكني ولكنني باثبات النون وحذفها لان هذه الحروف قريبة الشبه من الفعل فحسن فيها ان تصان عما صين عنه الفعل تارة الحاقا لها به وان لا تصان عنه اخرى فرقا بينها وبينه واستأثرت ليت بلزومها في الغالب الحاق النون قبل ياء المتكلم تنبيها على مزيتها على اخواتها في الشبه بالفعل اذ كانت تغير معنى الابتداء ولا يتعلق ما بعدها بما قبلها وخصت لعل بغلبة التجريد لانها ابعد من اخواتها عن الفعل لشبهها بحروف الجرّ في تعليق ما بعدها بما قبلها كما في قولك تب لعلك تفلح واذا كانت الياء مجرورة لم تلحق قبلها النون الّا ان يكون الجار من او عن او لدن او قد بمعنى حسب او قط اختها فاما من وعن فلا بد معهما من النون نحو مني وعني الّا فيما ندر من انشاد بعض النحويين
ايها السائل عنهم وعني |
|
لست من قيس ولا قيس مني |
واما لدن فالاكثر فيها الحاق النون وقد لا تلحق كقراءة نافع. من لدني عذرا. وكذا قرأ ابو بكر الّا انه اشم صمة الدال واما قد وقط فبالعكس من لدن لان قدي وقطي في كلامهم اكثر من قدني وقطني ومن شواهدهما قول الشاعر
اذا قال قدني قال بالله حلقة |
|
لتغنى عني ذا انائك اجمعا |