تقتضي مساواة ما قبلها لما بعدها في الشك فيه وبين او التي تقتضي مخالفة ما قبلها لما بعدها في ذلك فانهم كثيرا ما يعطفون الفعل المضارع على مثله بأو في مقام الشك في الفعلين تارة وفي مقام الشك في الثاني منهما اخرى فقط فاذا ارادوا بيان المعنى الاول رفعوا ما بعد أو فقالوا افعل كذا او اترك ليؤذن الرفع بان ما قبل او مثل ما بعدها في الشك واذا ارادوا بيان المعنى الثاني نصبوا ما بعد او فقالوا لأنتظرنه او يجيء ولأقتلنّ الكافر او يسلم ليؤذن النصب بان ما قبل او ليس مثل ما بعدها في الشك لكونه محقق الوقوع او راجحه فلما احتج الى النصب ليعلم هذا المعنى احتيج له الى عامل ولم يجز ان تكون او لعدم اختصاصها فتعين ان تكون ان مضمرة واحتيج لتصحيح الاضمار الى التأويل المذكور واما حتى فقد اشار الى نصب الفعل بعدها باضمار ان بقوله
وبعد حتّى هكذا إضمار أن |
|
حتم كجد حتّى تسرّ ذا حزن |
وتلو حتّى حالا أو مؤوّلا |
|
به ارفعنّ وانصب المستقبلا |
حتى حرف غاية وتأتي في الكلام على ثلاثة اضرب عاطفة وابتدائية وجارة فالعاطفة تعطف بعضا على كله كقولك اكلت السمكة حتى رأسها والابتدائية تدخل على جملة مضمونها غاية لشيء قبلها وقد تكون اسمية كقول الشاعر
فما زالت القتلى تمجّ دماءها |
|
بدجلة حتى ماء دجلة اشكل |
وقد تكون فعلية كقولهم شربت الابل حتى يجيء البعير يجرّ بطنه والجارة تدخل الاسم على معنى الى والفعل ايضا على معنى الى وقد تدخله على معنى كي ويجب حينئذ ان تضمر ان لتكون مع الفعل في تأويل مصدر مجرور بحتى ولا يجوز ان تظهر فاذا دخلت حتى على الفعل المضارع فهي اما جارة واما ابتدائية فان كان الفعل مستقبلا او في حكم المستقبل فحتى حرف جرّ بمعنى الى او كي والفعل بعدها لازم النصب بان المضمرة وذلك نحو قولك لاسيرنّ حتى تغرب الشمس ولأنوينّ حتى يغفر لي والمعنى لأسيرنّ الى ان تغرب الشمس ولأنوينّ كي يغفر لي وان كان الفعل بعد حتى حالا او في تقدير الحال فهي حرف ابتداء والفعل بعدها لازم الرفع لخلوه عن ناصب او جازم فالحال المحقق كقولك سرت البارحة حتى ادخلها الآن ومرض فلان حتى لا يرجونه وسألت عنه حتى لا احتاج الى سؤال والحال المقدر ان يكون الفعل قد