وجب رفع ما بعد الفاء في نحو ما انت الّا تأتينا فتحدثنا وما تزال تأتينا فتحدثنا وما قام فياكل الّا طعامه وقول الشاعر
وما قام منا قائم في نديّنا |
|
فينطق الّا بالتي هي اعرف |
وفي نحو صه فاسكت وحسبك الحديث فينام الناس واجاز الكسائي نصب ما بعد الفاء في هذين لانه في معنى اسكت فاسكت واكتف بالحديث فينام الناس الشرط الثالث ان يقصد بالفاء الجزاء والسببية ولا يكون الفعل بعدها مبنيا على مبتدأ محذوف فلو قصد بالفاء مجرد العطف او بالفعل بعدها بناؤه على محذوف وجب الرفع فقيل ما تأتينا فتحدثنا على معنى ما تأتينا فما تحدثنا او ما تأتينا فانت تحدثنا قال الله تعالى. (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ.) اي فهم يعتذرون اما اذا قصد بالفاء معنى السببية ولا ينوى مبتدأ فليس في الفعل بعدها الّا النصب نحو ما تأتينا فتحدثنا بمعنى ما تأتينا محدثا او ما تأتينا فكيف تحدثنا فلما ارادوا بيان هذا المعنى نصبوا بان مضمرة على انها والفعل في تأويل مصدر معطوف على مصدر متأول من الفعل المتقدم معمولا لكون محذوف تقديره في نحو ما تأتينا فتحدثنا ما يكون منك اتيان فحديث مني وفي نحو زرني فازورك اي لتكن زيارة منك فزيارة مني وكذا ما اشبهه وجميع المواضع التي ينتصب فيها المضارع باضمار ان بعد الفاء ينتصب فيها بذلك بعد الواو اقصد بها المصاحبة وذلك نحو قوله تعالى. (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ.)
وقول الشاعر
فقلت ادعي وأدعو انّ أندى |
|
لصوت ان ينادي داعيان |
وقول الآخر
لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك اذا فعلت عظيم |
وقول الآخر
ألم أك جاركم ويكون بيني |
|
وبينكم المودة والاخاء |
وقوله تعالى. (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.) في قراءة حمزة وابن عامر وحفص وقرأ الباقون ونكون بالرفع على معنى ونحن نكون قال ابن السراج الواو تنصب ما بعدها في غير الموجب من حيث انتصب ما بعد الفاء وانما تكون كذلك اذا لم ترد الاشتراك بين الفعل والفعل واردت عطف الفعل على مصدر الفعل الذي قبلها كما كان في الفاء واضمرت ان وتكون الواو في هذا بمعنى مع