وا خير ام شرّ بنصب البدل ورفعه فالنصب على جعل ما مفعول صنعت وذا لغوا والرفع على جعل ما مبتدءا مخبرا عنه بذا موصولة على حد قول الشاعر
ألا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب فيقضى ام ضلال وباطل |
والجواب كالبدل في انّ حاله مبنية على الحكم في ذا فان حق الجواب ان يكون مطابقا للسوال فلذلك يجيء فعليا تارة وابتدائيا اخرى فيجيء فعليا اذا حملت ذا على كونها لغوا لان الاستفهام حينئذ يكون بجملة فعلية ويجيء ابتدائيا اذا حملت ذا على كونها موصولة لان الاستفهام حينئذ يكون بجملة اسمية وعلى ذلك قراءة ابي عمرو قوله تعالى.
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ.) برفع العفو على معنى الذي ينفقون العفو ونصبه على معنى انفقوا العفو واما اي فسيأتي ذكرها ان شاء الله تعالى
وكلّها يلزم بعده صله |
|
على ضمير لائق مشتمله |
وجملة أو شبهها الّذي وصل |
|
به كمن عندي الّذي ابنه كفل |
وصفة صريحة صلة أل |
|
وكونها بمعرب الأفعال قل |
لما فرغ من تعداد الاسماء الموصولة وشرح معانيها اخذ في بيان ما يلزمها من الاستعمال فذكر هذه الابيات وحاصلها ان كل موصول يلزمه ان يعرّف بصلة مشتملة على ضمير عائد الى الموصول مطابق له في الافراد والتذكير وفروعهما ومن شرط الصلة ان تكون معهودة نحو جاء الذي عرفته او منزلة منزلة المعهود نحو قوله تعالى. (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ.) والّا لم تصلح للتعريف ثم الموصول ان كان غير الالف واللام فصلته جملة خبرية مؤلفة من مبتدإ وخبر نحو جاء الذي زيد ابوه او من فعل وفاعل نحو جاء الذي كرم اخوه ولا يجوز ان تكون الصلة جملة طلبية لان الطلب غير محصل فلا يكون معهودا ولا يصلح للتعريف ويقوم مقام الجملة الموصول بها شبهها من ظرف او جار ومجرور متعلق باستقرار محذوف نحو رأيت الذي عندك والذي لزيد تقديره الذي استقرّ عندك والذي حصل لزيد وقد مثل للموصول بالجملة وشبهها بمن عندي الذي ابنه كفل فمن موصول بظرف شبيه بالجملة والذي موصول بجملة هي مبتدأ وخبر وان كان الموصول الالف واللام فصلته صفة صريحة اي خالصة الوصفية كضارب وحسن وظريف بخلاف التي غلبت عليها الاسمية كابطح واجرع وصاحب وراكب فانها لا تصلح لان يوصل بها وقد توصل الالف واللام بفعل مضارع