قولك مررت برجل ضاربه زيد فانه فاعل لانه اسم اسند اليه اسم مقدم يشبه فعلا على طريقة يفعل لأن ضاربا في معنى يضرب ومخرج لنحو عمرو من قولك مررت برجل مضروب عنده عمرو لان المسند اليه لا يشبه فعلا على طريقة يفعل انما يشبه فعلا على طريقة يفعل ألا ترى أن قولك مضروب عنده عمرو بمنزلة قولك يضرب عنده عمرو وقد اشار بقوله الفاعل الذي كمرفوعي اتى البيت الى القيود المذكورة كانه قال الفاعل ما كان كزيد من قولك اتى زيد في كونه اسما اسند اليه فعل مقدم على طريقة فعل او كان كوجهه من قولك منيرا وجهه في كونه اسما اسند اليه اسم مقدم يشبه فعلا على طريقة يفعل ويشمل ذلك فاعل المصدر نحو اعجبني دق الثوب القصار فانه مثل فاعل الوصف في كونه اسما مسند اليه اسم مقدم يشبه فعلا على طريقة فعل لان المعنى اعجبني ان دق الثوب القصار
وبعد فعل فاعل فإن ظهر |
|
فهو وإلّا فضمير استتر |
الفاعل كالجزء من الفعل لان الفعل يفتقر اليه معنى واستعمالا فلم يجز تقديم الفاعل عليه كما لم يجز تقديم عجز الكلمة على صدرها فان وقع الاسم قبل الفعل فهو مبتدأ معرض لتسلط نواسخ الابتداء عليه وفاعل الفعل ضمير بعده مطابق للاسم السابق فان كان لمثنى او مجموع برز نحو الزيدان قاما والزيدون قاموا والهندات قمن وان كان لمفرد استتر مذكرا كان او مؤنثا نحو زيد قام وهند خرجت التقدير زيد قام هو وهند خرجت هي وقوله فان ظهر فهو والّا فضمير استتر يعني فان ظهر بعد الفعل ما هو مسند اليه في المعنى فهو الفاعل سواء كان اسما ظاهرا نحو قام زيد او ضميرا بارزا نحو الزيدان قاما وان لم يظهر كما في نحو زيد قام وجب كونه ضميرا مستترا في الفعل لان الفعل لا يخلو عن الفاعل ولا يتأخر عنه
وجرّد الفعل إذا ما أسندا |
|
لاثنين أو جمع كفاز الشّهدا |
وقد يقال سعدا وسعدوا |
|
والفعل للظّاهر بعد مسند |
اللغة المشهورة ان الف الاثنين وواو الجمع ونون الاناث اسماء مضمرة ومن العرب من يجعلها حروفا دالة على مجرد التثنية والجمع فعلى اللغة الاولى اذا اسند الفعل الى الفاعل الظاهر وهو مثنى او مجموع جرّد من الالف والواو والنون كقولك سعد اخواك وفاز الشهداء وقام الهندات لانها اسماء فلا يلحق شيء منها الفعل الّا مسندا اليه ومع