اسناد الفعل الى الظاهر لا يصح فيه ذلك لان الفعل لا يسند مرتين وعلى اللغة الثانية اذا اسند الفعل الى الظاهر لحقه الالف في التثنية والواو في جمع المذكر والنون في جمع المؤنث نحو سعدا اخواك وسعدوا اخوتك وقمن الهندات لانها حروف فلحقت الافعال مع ذكر الفاعل علامة على التثنية والجمع كما تلحق التاء علامة على التأنيث ومما جاء على هذه اللغة قولهم اكلوني البراغيث وقوله صلىاللهعليهوسلم. يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. وقول الشاعر
تولّى قتال المارقين بنفسه |
|
وقد اسلماه مبعد وحميم |
وقول الآخر
رأين الغواني الشيب لاح بعارضي |
|
فاعرضن عني بالخدود النواضر |
ومن النحويين من يحمل ما ورد من ذلك على انه خبر مقدم ومبتداء مؤخر ومنهم من يحمله على ابدال الظاهر من المضمر وكلا المحملين غير ممتنع فيما سمع من غير اصحاب اللغة المذكورة ولا يجوز حمل جميع ما جاء من ذلك على الابدال او التقديم والتاخير لأن أئمة اللغة اتفقوا على أن قوما من العرب يجعلون الالف والواو والنون علامات للتثنية والجمع كانهم بنوا ذلك على ان من العرب من يلتزم مع تاخير الاسم الظاهر الالف في فعل الاثنين والواو في فعل جمع المذكر والنون في فعل جمع المؤنث فوجب ان تكون عند هولاء حروفا وقد لزمت للدلالة على التثنية والجمع كما قد تلزم التاء للدلالة على التأنيث لانها لو كانت اسما للزم اما وجوب الابدال او التقديم والتاخير واما اسناد الفعل مرتين وكل ذلك باطل لا يقول به احد
ويرفع الفاعل فعل أضمرا |
|
كمثل زيد في جواب من قرا |
يضمر فعل الفاعل المذكور جوازا او وجوبا فيضمر جوازا اذا استلزمه فعل قبله او اجيب به نفي او استفهام ظاهر او مقدر فما استلزمه فعل قبله قول الراجز
اسقى الاله عدوات الوادي |
|
وجوفه كل ملث غادي |
كل اجشّ حالك السواد |
فرفع كل اجش بسقى مضمرا لاستلزام اسقى اياه ومن المجاب به نفي كقولك بلى زيد لمن قال ما قام احد التقدير بلى قام زيد ومن المجاب به استفهام ظاهر قولك زيد لمن قال من قرأ التقدير قرأ زيد ومن المجاب به استفهام مقدر قولك يكتب لي القرآن زيد ترفع زيدا بفعل مضمر لان قولك يكتب لي القرآن مما يحرّك السامع للاستفهام