بالتركيب اذ لم يركبوا ثلاثة اشياء فيجعلوها شيئا واحدا والاصل في نحو هل تضربان هل تضربانن فاستثقلت النونات فحذفت نون الرفع تخفيفا وبقي الفعل مقدر الاعراب والى هذا اشار بقوله من نون توكيد مباشر واذا اتصل بالمضارع نون الاناث بني على السكون لانه اتصل به ما لا يتصل هو ولا نظيره بالاسماء فضعف شبهه بالاسم فرجع الى اصله من البناء وحمل على نظيره من الماضي المسند الى النون فبني على السكون فقالوا هن يقمن ويرعن ونحو ذلك فاسكنوا ما قبل النون في المضارع كما قالوا قمن ورعن باسكان ما قبلها في الماضي
وكلّ حرف مستحق للبنا |
|
والأصل في المبنيّ أن يسكّنا |
ومنه ذو فتح وذو كسر وضم |
|
كأين أمس حيث والسّاكن كم |
الحروف كلها مبنية لاحظ لها في الاعراب لانها لا تتصرف ولا يعتور عليها من المعاني ما يحتاج الى الاعراب لبيانها فبنيت لذلك وقد ظهر من قوله والاسم منه معرب ومبني الى هنا ان الكلمات منحصرة في قسمين معرب ومبني وان المعرب هو الاسم المتمكن والفعل المضارع غير المتصل بنون التوكيد او بنون الاناث وان المبني منها هو الاسم المشبه بالحرف والفعل الماضي وفعل الامر والمضارع المتصل بنون التوكيد او نون الاناث وكل الحروف فان قلت من الكلمات ما هو محكي كقولك من زيد لمن قال مررت بزيد ومنها ما هو متبع كقراءة بعضهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وذلك ينافي الانخصار في القسمين قلت لا ينافيه لان المحكي والمتبع داخلان في قسم المعرب بمعنى القابل للاعراب والاصل في البناء ان يكون على السكون لانه اخف من الحركة فاعتباره اقرب فان منع من البناء على السكون مانع الجىء الى البناء على الحركة وهي فتح او كسر او ضم فالبناء على السكون يكون في الاسم نحو من وكم وفي الفعل نحو قم واقعد وفي الحرف نحو هل وبل والبناء على الفتح يكون في الاسم نحو ابن وكيف وفي الفعل نحو قام وقعد وفي الحرف نحو ان وليت والبناء على الكسر يكون في الاسم نحو امس وهؤلاء وفي الحرف نحو جير بمعني نعم وفي نحو باء الجرّ ولامه ولا كسر في الفعل والبناء على الضم يكون في الاسم نحو حيث وقبل وبعد وفي الحرف نحو منذ على لغة من جرّ بها ولا ضم في الفعل
والرّفع والنّصب اجعلن إعرابا |
|
لاسم وفعل نحو لن أهابا |