اذا امتنع ان يقاد فهذان الوزنان وما الحق بهما من الادلة على عدم التعدي من غير حاجة الى الكشف عن بيان معانيه
وعدّ لازما بحرف جرّ |
|
وإن حذف فالنّصب للمنجرّ |
نقلا وفي أنّ وأن يطّرد |
|
مع أمن لبس كعجبت أن يدوا |
اذا كان الفعل لازما واريد تعديته الى مفعول عدي بحرف الجرّ نحو عجبت من ذهابك وفرحت بقدومك وكذا يفعل بالفعل المتعدي الى مفعول واحد او اكثر اذا اريد تعديته الى ما يقصر عنه نحو ضربت زيدا بسوط واعطيته درهما من اجلك وقد يحذف حرف الجرّ وينصب مجروره توسعا في الفعل واجراء له مجرى المتعدي وهذا الحذف نوعان مقصور على السماع ومطرد في القياس والمقصور على السماع منه وارد في السعة ومنه مخصوص بالضرورة فالاول نحو شكرت له وشكرته ونصحت له ونصحته وذهبت الى الشام وذهبت الشام وقد يفعل نحو هذا بالمتعدي الى واحد فيصير متعديا الى اثنين كقولهم في كلت لزيد طعامه ووزنت له ماله تقديره كلت زيدا طعامه ووزنته ماله والثاني كقول الشاعر
لدن بهزّ الكف يعسل متنه |
|
فيه كما عسل الطريق الثعلب |
اراد كما عسل في الطريق ولكنه لما لم يستقم الوزن بحرف الجرّ حذف ونصب ما بعده بالفعل ومثله قول الآخر
آليت حب العراق الدهر اطعمه |
|
والحبّ ياكله في القرية السوس |
اراد آليت على حب العراق ومثله
تحنّ فتبدي ما بها من صبابة |
|
واخفى الذي لو لا الاسى لقضاني |
أي لقضى عليّ وقد يحذف حرف الجرّ ويبقى عمله كقول الشاعر
اذا قيل اي الناس شرّ قبيلة |
|
اشارت كليب بالاكف الاصابع |
اراد اشارت الى كليب واما الحذف المطرد ففي التعدية الى أنّ وان بشرط امن اللبس نحو عجبت انك ذاهب وعجبت ان يدوا اي ان يغرموا الدبة وتقول رغبت في ان تفعل ولا يجوز رغبت ان تفعل لئلا يوهم ان المراد رغبت عن ان تفعل والى النوعين المذكورين من الحذف اشار بقوله نقلا وفي أنّ وان يطرد مع أمن لبس اي وحذف حرف الجرّ ونصب المنجرّ ينقل عن العرب نقلا ولا يقدم على مثله حينئذ بالقياس