الخلف ، وسلكت طريقه ومناهجه بأحسن المناهج ، وقاتلت أهل الردة والبدعة ، ونصرت الإسلام ، وكفلت الأيتام ، ووصلت الأرحام ، ولم تزل قائلا للحق ناصرا لأهله إلى أن أتاك اليقين. رضوان الله عليك وسلامه وبركاته. أسأل الله تعالى أن يميتنا على محبتك ، وأن يحشرنا فى زمرة نبينا ونبيك وزمرتك ، وأن ينفعنا بمحبتك كما وفقنا لزيارتك. إنه هو الغفور الرحيم (١).
ثم يتحول قدر ذراع إلى أن يحاذى رأس قبر الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ ؛ فإنه رأسه عند منكب أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ فيقول :السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا مظهر الإسلام ، السلام عليك يا كاسر الأصنام ، السلام عليك يا من أعز الله به الإسلام ، ودفع به الكفر والأصنام. جزاك الله عنا يا أمير المؤمنين أفضل ما جزى إماما عن أمة نبيه ، ولقد سلكت بأمة محمد صلىاللهعليهوسلم طريقة مرضية ، وسرت فيهم سيرة نقية ، وأمرتهم بما أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ونهيتهم عما نهاهم عنه ، وكنت فيهم هاديا مهديا ، وإماما مرضيا ، فجمعت شملهم ، وأغنيت فقرهم ، وجبرت كسرهم ، ولا تألو فى الله تعالى وفى عباده جهدا ، سلام الله عليك ورضوانه وبركاته ، أسأل الله تعالى أن يحيينا ويميتنا على محبتك ، وأن يحشرنا فى زمرة نبينا وزمرتك ، السلام عليك يا أمير المؤمنين إنه هو الغفور الرحيم (٢).
ثم يرجع قدر نصف ذراع ويقف بين رأس الصديق ورأس الفاروق ـ رضى الله عنهما ـ ويقول : السلام عليكما يا صاحبى رسول الله ، السلام عليكما يا ضجيعى رسول الله ، السلام عليكما يا رفيقى رسول الله ، السلام عليكما يا وزيرى رسول الله ، جزاكما الله تعالى خير الجزاء. جئنا يا صاحبى رسول الله زائرين لنبينا وصدّيقنا وفاروقنا ، ونحن نتوسل بكما إلى رسول الله ليشفع لنا ، ونحن نسأل الله تعالى أن يتقبل سعينا ، وأن يحيينا على ملتكم ، ويميتنا على ملتكم ، ويحشرنا فى زمرتكم. ثم يدعو لنفسه ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات ويسأل الله تعالى حاجته ويصلى فى آخره على النبى صلىاللهعليهوسلم وعلى آله.
__________________
(١) المرجع السابق ٣ / ١٣٧٧.
(٢) نفس المرجع ٣ / ١٣٧٨.