الشيخ علي الفرج
شاعريّة علي الفرج من الشاعريات القليلة التي تُجبر متلقّيها على الإقرار بضرورة الشعر في حياة الإنسان وتجعله متقرّباً بأكثر من وسيلة إلى التفاعل والإنصهار مع الظواهر الشعرية في كل تجلّياتها وكشوفها ... فهو حدّاءٌ أصيل يراقب قافلة التلقّي والقراءة بأكثر من حاسّة ويحنو على قارئه حنوّ المشفق ، فيُصاحبه صحبة إدهاشٍ وإبهار بسحر الألفاظ المنتقاة وجمال صياغته للتراكيب الموحية وهو يفعل هذا برقّة وشفافية تنمّ عن طبع شعري متجذّر وخُلق فنّي راسخ ، بعيداً عن دنس تنفير الآخرين وازدرائهم ومقتهم.
فشاعريته بها نزوعٌ نحو التلاحم مع الناس بطيبةٍ صادقة ونيّة حسنة ليقرّر رسالة الشعر ووظيفته كنداءٍ من ضميرٍ ووجدان جماعيٍّ يعبّر عن كل الآمال وجميع الآلام ، ولذا فهو يمتلك من إمكانات الإختيار في خطابه الشعري الشيء الكثير ، وله قدرةٌ متشعّبة في توليد التراكيب غير النمطيّة يعاضده إنتقاء واعٍ لألفاظه ، فلا تستطيع أيّة لفظة كانت أن تعبر سياج حقوله الشعرية بلا إذنٍ من رقابته الصارمه وتفحّصه الدؤوب ، ولا شكّ أنّ البساطة التي تظهر بسيولة في شعره هي بساطة مصنوعة بتعب وإخلاص وتفانِ وهناك جهدٌ آخر يقوم به الفرج في إخفائه لآثار الصنعة في بساطة شعره وعذوبته وسيولته ، ولعل السيولة أقرب إليه من غيرها فهو شاعر الماء بحقٍّ وهو ( نهّام ) يؤدّي مواويله البحرية لكي يدفع عجلة الحياة ، وإذا تسنّى للفحص والإختبار النقدي أن يولي قصيدة ( حديث النجوم ) إهتمامه فسوف