فجزاهم خيراً وقال إليكم |
|
ما أردتم والفوز للمستجيبِ |
وأراهم منازلاً قد أُعدَّت |
|
لَهُمُ في الجنانِ بالترحيبِ |
ليروا راحةً بها وارتياحاً |
|
بعد ذاك العنا وتلك الكروبِ |
ثم باتوا لهم دويٌ تعالىٰ |
|
بالمناجاةِ للإلهِ المجيبِ |
فقضوها بالعشقِ ليلةَ وصلٍ |
|
ببكاءٍ وحسرةٍ ونحيبِ |
ومع الدهرِ للحسين عتابٌ |
|
بخطابٍ إلى القلوب مذيبِ |
قال يا دهرُ منك كم قد أُصِبْنا |
|
ودُهينا بكل خطبٍ مريبِ |
هدَّنا خطبُك الجليلُ وإنّا |
|
منه شِبْنا قبل يوم المشيبِ |
ثم طوراً يرنو لزينبَ تبكي |
|
ولها ينثني بقلبٍ كئيبِ |
أختُ يا زينبُ العقيلةُ صبراً |
|
إن رماكِ القضا برزءٍ عجيبِ |
كم علينا حوادث الدهر جرّت |
|
من مآسٍ تُدمي عيون اللبيبِ |
أنتِ أمُ النبوغِ بنت علي |
|
وعليٌ في الدهر أسمى خطيبِ |
هو ممن ذلت لديه المعاني |
|
لسمو التفكير في الترتيبِ |
فخذي خط أمك في جهادٍ |
|
لك في محتواه أوفى نصيبِ |
وابذلي في زمان أسركِ جهداً |
|
ببيانٍ مفصلٍ ومصيبِ |
أوضحي فيه أمرنا لاُناسٍ |
|
قادهم للشقاء قولُ كذوبِ |
وضعي في عروشِ آل أميٍ |
|
قبساً يابنة الهدى من لهيبِ |
واحفظي لي العيالَ ثم اعرضي عن |
|
جزَعٍ موجبٍ لشقّ الجيوبِ |
واتركي النوح والبكاءَ لوقتٍ |
|
من لقانا بعد الفراق قريبِ |
واذكريني عند الصلاة بليلٍ |
|
رُبّ ذكرى تُريك وجه الحبيبِ |