الشيخ نزار سنبل
ما نفّذه العسيلي في ملحمته من وحدة البحر واختلاف القوافي نفذه الشيخ نزار سنبل في (٣٢) بيتاً من ملحمة مصغرة من بحر الخفيف ومن قوافٍ متعددة تحت عنوان يشعّ شعراً ـ أيضاً ـ هو ( حوار في دائرة الضوء ).
ويبدو الشيخ نزار سنبل هنا وهو يدور حول الحادثة بعينيّ فنانٍ تشكيلي تقتنصان ما يجري لتوصلاه إلىٰ مخزن التأمل والرؤيا عند الشاعر فمثلاً :
الدروب السمراء تعتنق الليل |
|
بشوقٍ فتختفي الاشياء |
أو :
السياج الذي تلوث بالحقد |
|
ذئابٌ ممسوخة الألوانِ |
لكم الجنة الموشاة بالنور |
|
وفائي وعين كل وسامِ |
أنتم الهالة المضيئة سرٌ |
|
غرقت فيه قصة الايامِ |
وتتم عملية تحويل الصور الملتقطة ألواناً وخطوطاً وظلالاً إلى لغة مركّزة وتراكيب كثيفة تبتدئ المقطعين الاولين من الظلام لتدخل إلى المكان بطريقة سرديّةٍ مستقاة من تقنيات القصة القصيرة أو الأدب الروائي في الاستهلال المكاني فنرى المقطع الاول يبتدئ هكذا :
فى هدوء الظلام يفترش الرمل |
|
كماةٌ من الهدى أمناءُ |
وفي المقطع الثانى :
لفّ جنح الظلام أودية الارض |
|
فأغفت عيونها الاعداء |