وأمُّ كلثومٍ غَدَتْ تنادي |
|
تندبُ بالآباءِ والأجدادِ |
وا أبتاهُ وا محمّداهُ |
|
وَوا عليّاهُ وَوا أخاهُ |
تَقُولُ واضَيْعَتَنا جميعا |
|
بعدكَ إذْ تَغْدوا لقىٰ صريعا |
قالَ تَعَزَّيْ بعزاءِ اللهِ |
|
وَفوّضي الأمرَ إلىٰ الإلٰهِ |
فكلُّ مَنْ فوق الثرىٰ لا يبقىٰ |
|
وَإنّ سكّانَ السماءِ تفنىٰ |
صبراً إذا أنا قُتلتُ صبراً |
|
فلا تَقُلْنَ بعد قتلي هَجراً |
وَلا تَشُقّنّ عَليَّ جَزَعا |
|
جَيْباً وإنْ جَلَّ المُصابُ مَوقعا |
وقد روىٰ المفيدُ في الإرشادِ (١) |
|
مُذْ سمعتْ زينبُ بالإنشادِ |
قامتْ تجرُّ الثوبَ وهيَ حَسْرىٰ |
|
الىٰ أخيها لا تُطيقُ صَبْرا |
قالتْ لَهُ يا ليتَ إنَّ موتي |
|
أعدمَني الحياةَ قَبلَ الفوتِ |
اليومَ ماتتْ أُميَ الزَهّراءُ |
|
وَماتْت الاخوةُ وَالأبناءُ |
الإمام عليهالسلام يُهدّئ خواطرَ العقيلات ويأمرهن بالصبر
والتسليم والرضا بقضاء الله
قالَ لَها وَشأنُهُ الكِتْمانُ |
|
لا يُذْهِبَنَّ حِلْمَكِ الشّيْطانُ |
وَهوَ الذيّ لَمْ يكُ بالجزَوعِ |
|
ترَقرَقتْ عيناهُ بالدّموعِ |
ثمَّ هَوَتْ مَغْشِيّةً عَلَيْها |
|
فقامَ ـ جلَّ صبرُه ـ إليها |
عنْ نفسِهِ بنفسه عَزَّاها |
|
وبَالرّضا وَالصبرِ قَدْ أوْصاها |
__________________
(١) الإرشاد للشيخ المفيد : ص ٢٣٢.