يعرفه الا من ذاقه (١).
(وفي كتاب الاحتجاج (٢) للطبرسي ره : بإسناده الى أبي محمد العسكري ـ عليه السلام ـ أنه قال في قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ ، غِشاوَةٌ. وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ، أي : وسمها بسمة يعرف (٣) من يشاء من ملائكته ، إذا نظروا اليها ، بأنهم الذين لا يؤمنون. (وَعَلى سَمْعِهِمْ) ، كذلك بسمات (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ). وذلك لما أعرضوا عن النظر فيما كلفوه ، وقصروا فيما أريد منهم ، وجهلوا ما لزمهم ، من الايمان [به] (٤) ، فصاروا كمن على عينيه غطاء ، لا يبصر ما أمامه. فان الله ـ عز وجل ـ يتعالى عن العبث والفساد وعن مطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه. فلا يأمرهم بمغالبته ، ولا بالمصير الى ما قد صدهم بالقسر عنه. [ثم] (٥) قال : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ، يعني : في الاخرة ، العذاب المعد للكافر ، وفي الدنيا ، أيضا ، لمن يريد أن يستصلحه بما نزل (٦) به ، من عذاب الاستصلاح ، لينبهه لطاعته. أو من عذاب الاصطلام ، ليصيّره الى عدله وحكمته) (٧).
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا). لإنشاء الايمان. أو للاخبار بوقوعه ، فيما مضى.
__________________
(١) أ : ذاته.
(٢) الاحتجاج ٢ / ٢٦٠.
(٣) المصدر : يعرفها.
(٤) يوجد في المصدر.
(٥) يوجد في المصدر.
(٦) المصدر : ينزل.
(٧) ما بين القوسين ليس في أ.