به الى الإنجاء.
وأصله ، الاختبار. لكن لما كان اختبار الله ، عبارة ، تارة بالنعمة وتارة بالمحنة أطلق عليهما. ويجوز أن يشار بذلك الى الجملة. ويراد به الامتحان الشائع بينهما.
(مِنْ رَبِّكُمْ) : بتسليطهم عليكم ، أو ببعث (١) موسى وتوفيقه لتخليصكم ، أو بهما.
(عَظِيمٌ (٤٩)) : صفة «بلاء» وفي الاية اشعار بأنه قد يكون اصابة العبد (٢) بالخير والشر ، من اختبار الله سبحانه العبد. فيجب أن لا يغتر بما أنعم عليه ، فيطغى (٣). ولا ييأس من روح الله ، بما ضيق عليه فيعيش ضنكا. وأن يكون دائما ، راجيا خائفا مستشعرا لما أريد منه.
قال البيضاوي (٤) : وفي الاية ، تنبيه على أن ما يصيب العبد من خير أو شر ، اختبار من الله. فعليه أن يشكر على مساره ويصبر على مضاره ، ليكون من خير المختبرين.
ولا يخفى عليك ، أنه انما يصح بناء ، على قاعدة كسب الاعمال. وقد أبطلناها في مقامها ، مع أنه ينافي ما سبقها ، من اسناد الذبح والاستحياء ، الى آل فرعون.
والله أعلم بحقائق الأمور.
(وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) : فصلنا بين بعضه وبعض (٥) ، حتى جرت (٦) فيه مسالك
__________________
(١) أ : يبعث.
(٢) أ : العهد.
(٣) أ : فيطفى.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٥٦.
(٥) أ. يعضه.
(٦) أ : حصلت.