من باب التفعل.
(كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ. وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ ، قامُوا) : استئناف ثالث.
جواب لمن يقول : كيف يصنعون عند خفوق (١) البرق وخفيه (٢) (٣)؟
وكلمة «كل» في «كلما» منصوب على الظرفية ، باتفاق. وناصبها ، الفعل الذي ، هو جوابها : أعني ، «مشوا». وإفادتها الظرفية ، من جهة «ما». فإنها (٤) محتملة لوجهين :
أحدهما : أن يكون حرفا مصدريا. والجملة ، صلة له. فلا محل لها. فالأصل كل وقت إضاءته. ثم عبر عن المصدر ، «بما». والفعل ، ثم ، أنيبا (٥) عن الزمان بتقدير «الوقت».
والثاني : أن يكون اسما نكرة ، بمعنى ، وقت. فلا يحتاج على هذا الى تقدير «وقت».
والجملة بعده ، في موضع خفض ، على الصفة ، فيحتاج الى تقدير ، عائد فيها (٦) ، أي : كل وقت أضاء لهم البرق ، فيه. هكذا قيل.
وأقول : «ما» المصدرية ، قسمان : مصدرية صرفة ومصدرية ظرفية. وكلمة «ما» المركبة ، مع كل مصدرية ظرفية. فعلى هذا ، لا حاجة الى تقدير ، ولا الى حذف عائد.
__________________
(١) أ : خطوف.
(٢) أ : خفية.
(٣) ر. أنوار التنزيل ١ / ٣٠.
(٤) أ : فاتها.
(٥) أ : أبينا.
(٦) أ : منها.