قيل : ولا يبعد أن يقال : المراد «بالاتفاق» ، أنهم يتصدقون للفطر ، حين يصومون ، ولأداء الزكاة ، عند وجود النصاب ، وحولان الحول. وينفقون لأداء الحج ، للزاد والراحلة ، لأنفسهم ولرفقائهم. فيكون قوله تعالى «بالغيب» ، اشارة الى أول ركن من أركان الإسلام. وقوله «ويقيمون» ، الى ثانيها. وقوله (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) ، الى الثلاثة الباقية.
وقد (١) روي (٢) في معنى الاية ، ان المتقين ، هم الشيعة ، الذين يؤمنون بالغيب.
وهو ، البعث والنشور وقيام القائم والرجعة. و (مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) ، مما علمناهم من القرآن يتلون.
(وفي مجمع البيان (٣) : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) ، روى محمد بن مسلم ، عن الصادق ـ عليه السلام ـ أن معناه ، ومما علمناهم يبثّون) (٤).
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) : مرفوع أو منصوب. عطفا على (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ). أو مجرور ، عطفا عليه ، أو على «المتقين».
فعلى الاول ، يكون دخوله ، تحت «المتقين» ، دخول أخصين ، تحت أعم.
إذ المراد «بأولئك» ، «الذين آمنوا» عن شرك وانكار. وبهؤلاء ، مقابلوهم. فيكون الآيتان ، تفصيلا للمتقين.
وعلى الثاني ، لا يكون مندرجا تحت «المتقين». والمعنى «هدى للمتقين» ، عن الشرك. و «الذين آمنوا» من أهل الملل.
فعلى هذا ، يكون المراد بالأولين ، المؤمنين عن الشرك وبالأخيرين ، المؤمنين
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٦.
(٣) مجمع البيان ١ / ٣٩.
(٤) ما بين القوسين ليس في أ.