آل محمد. وأن أصحاب محمد ، المؤمنين منهم ، أفضل صحابة المرسلين. وأن أمة محمد ، أفضل أمم المرسلين. انتهى.
ثم قال : ويفهم من هذا الكلام ، أن الأمم الماضية ، كانوا مأمورين بتلك الاعتقادات. وهذا هو الحق. كما هو مذكور ، في كثير من الروايات.
أقول : كان (١) العلامة ـ رحمه الله ـ فهم ذلك ، من تفسيره ـ عليه السلام ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ) ، بسائر المكلفين ، يعني : جميع المكلفين. وهو غلط فاحش.
فان السائر ، بمعنى ، الباقي ، مبتذل في اللغة. متعارف في العرف. قال بعض أهل اللغة : «السائر» ، مشتق من السؤر. وهو بقية ما يشرب. ولا يستعمل بمعنى الجميع. لا في اللغة. ولا في العرف. وقد وقع ذلك في كلام بعض المفسرين.
قال بعض الفضلاء : وتأويل الاية ، في بعض بطونها ، أن يقال : هو ، أي ، ربكم الذي أمرتم أن تعبدوه. وتتحققوا بعبوديته المحضة. هو الذي جعل لكم أرض العبودية ، فراشا. تقلبون فيها أنواع العبادات. وسماء الأسماء الربوبية فيه ، مضروبة عليكم ، محيطة بكم ، بحيث لا يمكنكم الخروج ، عن احاطتها وشمول آثارها وأنزل من هذه السماء ، ماء العلوم والمعارف ، على تلك الأرض. فأخرج ثمرات الأحوال والأذواق والمواجيد ، رزقا لكم. تغتذون وتتقون به بقلوبكم وأرواحكم.
فلا تجعلوا لله ، أندادا ، تعبدونها. كما تعبدونه. والحال ، انكم تعلمون أنه لا معبود سواه. ولا ينبغي أن يجعل أحد قبلة عبادته ، الا إياه.
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) :
لما كانت العبادة المأمور بها ، موقوفة على أمرين : أحدهما ، اثبات الوحدانية وإبطال الاشراك. وقد أشير اليه بالأوصاف المجراة على ربهم الذي أمروا بعبادته.
__________________
(١) أ : لو كان.