ينطوي على فائدتين عظيمتين ، في تفصيل مجاري الرحمة :
إحداهما : تنظر الى الرحمة في خلق العالمين. وأنه خلقه على أكمل أنواعها وأتاها كلما احتاجت اليه.
وأخراهما : يشير الى الرحمة في المعاد ، يوم الجزاء ، عند الانعام بالملك المؤبد ، في مقابلة كلمة وعبادة.
وهو يلائم ما ورد من قولهم : يا رحمن الدنيا ورحيم الاخرة ، حيث قورن «الرحمن» ، «برب العالمين» ، المشير الى المبدأ ، و «الرحيم» ، «بملك يوم الدين» ، المشير الى المعاد.
وفي من لا يحضره الفقيه (١) : فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا ـ عليه السلام ـ أنه قال ـ بعد أن شرح رب العالمين : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، استعطاف ، وذكر لآلائه ونعمائه ، على جميع خلقه.
وفي تفسير علي بن ابراهيم (٢) : في الموثق ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ ، أنه قال ـ بعد أن شرح (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) : «الرحمن» ، بجميع خلقه.
«الرحيم» ، بالمؤمنين خاصة.
(وفي الحديث (٣) : إذا قال العبد : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، قال الله تعالى : شهد لي بأني (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). أشهدكم لأوفرنّ من رحمتي حظه ، ولأجزلن من عطائي نصيبه) (٤).
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) : وقرئ «مالك» و «ملك» ـ بتخفيف اللام ـ ، و «ملك» ، بصيغة الفعل. ونصب «اليوم».
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٠٣ ، مقطع من ح ٩٢٧ ، عيون الاخبار ٢ / ١٠٧.
(٢) تفسير القمي ١ / ٢٨.
(٣) عيون الاخبار ١ / ٣٠٠.
(٤) بين القوسين غير موجود في ر.