التوبة ، نعمة من الله تعالى على عباده ، ليشكروه.
[وفي شرح الآيات الباهرة (١) : ان الله ـ تبارك وتعالى ـ وعد موسى ـ عليه السلام ـ لميقاته ، أربعين ليلة. فلما غاب عن قومه ، اتخذوا العجل من بعده.
وقصته مشهورة. ولكن قال الامام ، في تفسيره : ان الله ـ عز وجل ـ أوحى الى موسى : يا موسى بن عمران! «ما خذل هؤلاء بعبادتي واتخاذي إلها الا تهاونهم» (٢) بالصلاة على محمد وآله الطيبين وجحودهم لموالاتهم ونبوة النبي ووصية الوصي ، حتى أداهم ذلك الى أن اتخذوا العجل ، إلها. فإذا كان الله تعالى انما خذل عبدة العجل [الا] (٣) لتهاونهم ، بالصلاة على محمد ووصيه علي. فما تخافون أنتم من الخذلان الأكبر ، في معاندتكم لمحمد وعلي. وقد شاهدتموهما. وتبينتم آياتهما ودلائلهما.
ثم قال ـ عز وجل ـ : (ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ، لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، أي : عفونا عن أوائلكم وعبادتكم العجل ، لعلكم ، أيها الكائنون في عصر محمد من بني إسرائيل ، تشكرون تلك النعمة على أسلافكم. وعليكم بعدهم.
ثم قال ـ عليه السلام ـ : وانما عفا ـ عز وجل ـ عنهم ، لأنهم دعوا الله ـ عز وجل ـ بمحمد وآله الطيبين. وجددوا على أنفسهم الولاية لمحمد وعلي وآلهما الطاهرين. فعند ذلك ، رحمهم الله ، وعفا عنهم] (٤).
(وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ) ، يعني : التوراة الجامع ، بين كونه كتابا وحجة ، تفرق بين الحق والباطل.
فالعطف لتغاير الوصفين ، أو الفرقان معجزاته الفارقة بين الحق والباطل ، أو
__________________
(١) شرح الآيات الباهرة / ١٨.
(٢) المصدر : ما حد هؤلاء بعبادتهم واتخاذهم إلها غيرى الا لتهاونهم.
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) ما بين القوسين ليس في أ.