(وفي شرح الآيات الباهرة (١) : قال الامام أبو محمد العسكري ـ عليه السلام ـ ثم وصف هؤلاء الذين يقيمون الصلاة ، فقال : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ، يا محمد! (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) ، على الأنبياء الماضين ، كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف ابراهيم وسائر «كتب الله» (٢) المنزلة على أنبيائه ، بأنها (٣) حق وصدق من عند «رب العالمين العزيز الحكيم» (٤). (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) ، بالدار الاخرة بعد هذه الدنيا ، يوقنون. لا يشكون فيها ، أنها الدار التي فيها جزاء الأعمال الصالحة ، بأفضل مما عملوا. وعقاب الأعمال السيئة ، «بمثل ما كسبوا» (٥)) (٦).
(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) : الجملة في محل رفع ، ان جعل أحد الموصولين ، مفصولا عن «المتقين» ، خبر له. وكأنه لما قيل : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) ، قيل : ما بالهم خصوا بذلك. فأجيب بقوله : الذين ـ الخ. والا ، فاستئناف ، لا محل لها. وكأنه نتيجة الأحكام والصفات المتقدمة ، أو جواب سائل قال للموصوفين بهذه الصفات : اختصوا بالهدى.
ويحتمل أن يكون الموصول الأول ، موصولا «بالمتقين» والثاني مفصولا عنه (٧). مبتدأ. «وأولئك» ، خبره. و «أولئك» ، اسم اشارة ، يشترك فيه جماعة الذكور والإناث. وهي هنا اشارة الى «المتقين» الموصوفين بتلك الصفات ، لا
__________________
(١) تأويل الآيات الباهرة / ٧.
(٢) المصدر : الكتب.
(٣) المصدر : فإنها.
(٤) المصدر : رب عزيز وصادق حكيم.
(٥) المصدر : بما كسبوه.
(٦) ما بين القوسين ليس في أ.
(٧) أ : منه.