على حسب حاجات أهلها. لأن علمه الكامل ، برهان لمي ، على تحقق الإتقان ، في أفعاله. وظهور الإتقان فيها ، دليل اني ، على اثبات علمه.
وقد روى الصدوق ، في عيون أخبار الرضا (١) ، بإسناده ، عن الحسن العسكري عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين ـ عليهم السلام ـ. قال : قال امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في هذه الاية (٢) ، (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ، لتعتبروا ولتتوصلوا به الى رضوانه. وتتوقوا به من عذاب نيرانه. (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ).
أخذ في خلقها وإتقانها. (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ. وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). ولعلمه بكل شيء ، علم بالمصالح (٣). وخلق (٤) لكم ، كل ما في الأرض ، لمصالحكم ، يا بني آدم (٥).
وقد سكّن نافع وأبو عمرو والكسائي ، «الهاء» ، من نحو «فهو». و «وهو» ، تشبيها له بعضد.
(وَإِذْ قالَ رَبُّكَ) :
تعداد ، لنعمة ثالثة ، تعم الناس (٦) ، كلهم. فان خلق آدم وإكرامه ، انعام يعم ذريته.
و «إذ» ظرف ، وضع لزمان عين ، بإضافته الى نسبة واقعة ، في الزمان الماضي ، كما أن «إذا» موضوع لزمان عين ، بإضافته الى نسبة واقعة ، في الزمان
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٢ ، ح ٢٩.
(٢) أ : في قول الله عز وجل.
(٣) المصدر : علم المصالح. أ : علم بالصالح.
(٤) المصدر : فخلق.
(٥) الأصل ور يا بن آدم.
(٦) أ : نعم.