عن هذه الشجرة. وانما نهاكما (١) أن تقربا غيرها. ولم ينهكما عن الأكل منها ، الا أن تكونا ملكين ، أو تكونا من الخالدين. وقاسمهما اني لكما من (٢) الناصحين.
ولم يكن آدم وحوا ، شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله ، كاذبا. فدلهما (٣) بغرور.
فأكلا منها ، ثقة بيمينه بالله. وكان ذلك من آدم ، قبل النبوة. ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار. وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي ، عليهم. فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا ، كان معصوما ، لا يذنب صغيرة ولا كبيرة. قال الله ـ عز وجل ـ : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ ، فَغَوى. ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ. فَتابَ عَلَيْهِ. وَهَدى) (٤). وقال ـ عز وجل ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ ، عَلَى الْعالَمِينَ) (٥).
عن علي ـ عليه السلام ـ حديث طويل (٦). وفيه : وسأله «كم كان عمر آدم ـ عليه السلام ـ»؟
قال : تسعمائة وثلاثون سنة (٧).
وفي كمال الدين وتمام النعمة (٨) ، بإسناده الى جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ عاش أبو البشر ، آدم ـ عليه السلام ـ
__________________
(١) المصدر : ينهيكما.
(٢) المصدر : لمن.
(٣) المصدر : فدليهما.
(٤) طه / ١٢١.
(٥) آل عمران / ٣٣.
(٦) نفس المصدر ١ / ٢٤٢.
(٧) المصدر : فقال تسعمائة سنة وثلاثون سنة.
(٨) كمال الدين وتمام النعمة / ٥٢٣ ، قطعة من ح ٣.