بين الكفر والايمان ، أو الشرع الفارق بين الحلال والحرام ، أو النصر الذي فرق بينه وبين عدوه ، كقوله تعالى : (يَوْمَ الْفُرْقانِ) (١) ، يريد يوم بدر.
وقيل (٢) : الفرقان ، القرآن.
والتقدير : «وآتينا موسى التوراة. آتينا محمد الفرقان». فحذف ما حذف لدلالة ما أبقاه عليه.
(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣)) : لكي تهتدوا بما في التوراة ، من البشارة بمحمد ـ صلى الله عليه وآله ـ وبيان صفته.
[وفي شرح الآيات الباهرة (٣) : قال الامام ـ عليه السلام ـ : واذكروا إذ آتينا موسى الكتاب وهو التوراة الذي أخذ على بني إسرائيل الايمان بها والانقياد لما توجبه.
والفرقان ، آتيناه ـ أيضا ـ وهو فرق ما بين الحق والباطل وفرق ما بين المحقين والمبطلين. وذلك أنه لما أكرمهم (٤) الله بالكتاب والايمان (٥) والانقياد له ، أوحى الله بعد ذلك الى موسى : يا موسى (٦)! هذا الكتاب ، قد أقروا به. وقد بقي الفرقان فرق ما بين المؤمنين والكافرين والمحقين والمبطلين. فجدد عليهم العهد به. فاني آليت على نفسي ، قسما حقا ، لا أقبل (٧) من أحد ، ايمانا ولا عملا ، الا مع الايمان به فقال موسى ـ عليه السلام ـ : ما هو؟ يا رب! قال الله ـ عز وجل ـ : يا موسى! تأخذ على بني إسرائيل ، أن محمدا خير البشر
__________________
(١) الانفال / ٤١.
(٢) مجمع البيان ١ / ١١١.
(٣) شرح الآيات الباهرة.
(٤) المصدر : كرمهم.
(٥ و ٦) ليس في المصدر.
(٧) المصدر : أتقبل.