وأما إذا كان من الجحود والإنكار ، فلا يمكن زواله.
وفي الاية ، دلالة على نبوته ـ صلى الله عليه وآله ـ فانه ، كان معلوم الحال موفور العقل والمعرفة ، بالعواقب. فلا تطرقت تهمة. الى ما ادعاه ، من النبوة ـ لما استجاز أن يتحداهم ، ويبلغ في التحدي ، الى نهايته. بل كان ينبغي ، أن يكون خائفا ، من أن يعارض. فتدحض حجته. حاشاه من ذلك ـ صلى الله عليه وآله ـ
(وفي عيون الأخبار (١) : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ـ رضي الله عنه ـ.
قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر. قال : حدثنا أبو عبد الله السياري ، عن أبي يعقوب البغدادي. قال : قال ابن السكيت لابي الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ : لما ذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا (٢) وآلة السحر؟ وبعث عيسى بالطب؟ وبعث محمدا ـ صلى الله عليه وآله ـ بالكلام والخطب؟
فقال له ابو الحسن ـ عليه السلام ـ : ان الله [ـ تبارك وتعالى ـ] (٣) لما بعث موسى ـ عليه السلام ـ كان الأغلب على أهل عصره ، السحر. فأتاهم من عند الله تعالى ، بما لم يكن من عند القوم وفي وسعهم مثله ، وبما أبطل به ، سحرهم ، وأثبت به الحجة عليهم. وان الله تعالى ، بعث عيسى ـ عليه السلام ـ في وقت ، ظهرت فيه الزمانات. واحتاج الناس الى الطب. فأتاهم من عند الله تعالى ، بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيى لهم الموتى وابرأ الأكمه والأبرص ـ بإذن الله ـ وأثبت به الحجة عليهم. وان الله ـ تبارك وتعالى ـ بعث محمدا ـ صلى الله عليه وآله ـ في وقت كان الأغلب على أهل عصره ، الخطب والكلام ـ وأظنه قال : والشعر ـ فأتاهم
__________________
(١) عيون أخبار ٢ / ٧٩ ، ح ١٢.
(٢) المصدر : موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء.
(٣) يوجد في المصدر.