عن بريتي وخلقي وخيرتي. وأسكنهم في الهواء وفي أقطار الأرض. لا يجاورون نسل خلقي. وأجعل بين الجن وبين خلقي ، حجابا. ولا يرى نسل خلقي الجن.
ولا يؤانسونهم. ولا يخالطونهم. ولا يجالسونهم (١). فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم لنفسي ، أسكنتهم مساكن العصاة وأوردتهم مواردهم. ولا أبالي.
فقالت الملائكة : يا ربنا! افعل ما شئت. والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وبإسناده (٢) الى يحيى بن أبي العلا الرازي ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السلام ـ : وقد سأله رجل فقال : وأخبرني عن هذا البيت ، كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه؟
قال : [فالتفت أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ اليه وقال : ما سألني عن مسألتك أحد قط قبلك] (٣) ان الله ـ عز وجل ـ لما قال للملائكة : اني جاعل في الأرض خليفة ، فضجت الملائكة من ذلك. وقالوا : يا رب! ان كنت لا بد جاعلا في أرضك (٤) خليفة ، فاجعله منا من يعمل في خلقك بطاعتك.
فرد عليهم : اني أعلم ما لا تعلمون.
فظنت الملائكة أن ذلك ، سخط من الله ـ عز وجل ـ عليهم. فلاذوا بالعرش.
يطوفون به. فأمر الله ـ عز وجل ـ لهم ، ببيت من مرمر ، سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد. يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يدخلونه بعد ذلك ، الى يوم القيامة (٥).
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي الأصل ور : لا يجانسونهم.
(٢) علل الشرايع / ٤٠٢ ، ضمن حديث ٢.
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) المصدر : جاعل في الأرض.
(٥) المصدر : الى يوم الوقت المعلوم.