واما اضافة (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، فمن قبيل اضافة الصفة المشبّهة ، الى غير معمولها. كما في «رب العالمين». فتكون حقيقية ، لا لفظية. فان اللفظية ، اضافتها الى الفاعل. لا غير. فيصح جعله صفة لله.
وأما اضافة (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [فمن قبيل اضافة اسم الفاعل الى الظرف ، على سبيل التجويز. وهي أيضا حقيقية. لان المراد به الاستمرار أو الماضي لا الحال أو الاستقبال. ويصح جعل مالكية اليوم مستمرة ، مع أن يوم الدين] (١) وما فيه ، ليس مستمرا في جميع الأزمنة ، لكونه لتحقق وقوعه وبقائه أبدا ، كالمتحقق المستمر كما يصح جعله لتحقق وقوعه. كالماضي. وتخصيص «اليوم» ، بالاضافة ، اما لتعظيمه أو لتفرده تعالى ، بنفوذ الأمر فيه.
ولما دل بلامي التعريف والاختصاص ، على أن جنس الحمد ، مختص به ، وحق له ، أجرى عليه تلك الأوصاف العظام ، ليكون حجة قاطعة ، على انحصار الحمد فيه ، واستحقاقه إياه ، فذكر أولا : ما يتعلق بالابداء ، من كونه ربّا مالكا للأشياء ، كلها ، بافاضة الوجود عليها ، وأسباب الكمالات لها.
وثانيا : ما يتعلق بالبقاء ، من اسباغه عليها ، نعما ظاهرة وباطنة جليلة ودقيقة.
وثالثا : ما يتعلق بالاعادة من كونه مالكا للأمر ، كله ، يوم الجزاء. فلا يستأهل غيره أن يحمد فضلا عن أن يعبد.
(وفي تفسير علي بن ابراهيم (٢) : في الموثق ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ انه بعد أن شرح (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، قال : يوم الحساب.
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) تفسير القمي ١ / ٢٨.