هكذا يتحدى الايمان الخالص
هدى من الآيات :
بعد المعاناة الشخصية ، وبعد الشك البريء الذي انتهى بإبراهيم عليه السّلام الى الاهتداء الى ربه بدء الصراع بينه وبين قومه حيث حذروه مغبة الكفر بالآلهة ، فردهم ببساطة : إن الخوف انما هو من الله ، لا من القوى المخلوقة له سبحانه. إذ أن تلك القوى تقع ضمن دائرة إذن الله وعلمه ، وأمرهم بأن يعودوا الى فطرتهم ليتذكروا الحقيقة ، وبيّن لهم أنّ حذرهم واحتياطهم من الآلهة لا معنى له. إذ لو لم ينزل الله حجة واضحة بالسماح بطاعة أحد ، فانه سيعاقب من يطيع غيره ، وعقابه أشد وأبقى مما يخافه الإنسان على نفسه من ضرر الآلهة ، إذا الحذر من الآلهة يقابل بحذر أكبر من الله لو قبلنا بها من دون اذنه.
وانما الأمن لمن أرضى ربه ولم يخلط ايمانه بشرك ، لأن هذا الشخص قد اهتدى الى الطريق السليم ، بيد أن فهم هذه الحقيقة ليس في وسع البشر. إنما الله سبحانه هو الذي يهدي إليها من يشاء ليرفع درجته ، وهو الذي لا يفعل ذلك الا حسب علمه