الافتراء على الله أشد الظلم
هدى من الآيات :
الظلم ظلمان ، فقد يغتصب الفرد حق صاحبه المادّي ، وهذا الظلم قد ينتهي بالتوبة وأداء الحق ، ولكن قد يغتصب الفرد فكر الناس ، ويضلّهم ويضل نفسه عن الحق ، ويحرف مسيرة البشرية ، وهذا أكبر خيانة وأخطر ضررا.
فإذا قال أحد : ان الله يقول هذا. كذبا وافتراء ، أو ادعى النبوة وهو ليس بنبي أو ادعى قدرته على إبداع أفكار ، ومناهج مثيلة لأفكار ومناهج الرسالات ، فانه آنئذ أظلم الناس ، وجزاؤه عذاب الهون الذي يأتيه عند ما تهبط عليه ملائكة الغضب بكل عنف وخشونة ، ينتزعون منه نفسه ، لأنّه كذب على الله ، ولأنه استكبر على الحق.
وإنما يعتمد الظالم على قدرته الجسدية أو المادية أو الاجتماعية ، ولكن حين تنتزع الملائكة نفسه ، تتبخر هذه القدرات ، فالجسد خائر القوى ، والأموال والممتلكات تنتظر الورثة ، أما الناس الذين زعم أنهم وراءه فهم غير موجودين هناك ، أو غير نافعين له ، أما الأفكار الباطلة التي اخترعها فقد أصبحت كالسراب الزائل.