عاقبة التقوى
في الدنيا وفي الآخرة
هدى من الآيات :
وعادت الظروف الطبيعية للأمة بعد ذلك الامتحان العسير ، وعاد الى موسى هدوؤه بعد الغضب ، فاذا به يأخذ الألواح ليقرأ فيها الهدى والرحمة.
حيث كانت تهدي الناس الى السبل السليمة المؤدية الى رحمة الله ، والرحمة والهدى يشترط فيهما الرهبة والتقوى له سبحانه.
وهذه الرهبة لا تدخل قلب البشر لو لم يؤمن ايمانا صادقا بالله ، والايمان الصادق لا يكون الا بعد معرفة الله ـ في الغيب الذي لا تراه الأبصار ـ وكان في قوم موسى نزعة مادية ، لذلك طالب ممثلوهم وهم سبعون رجلا مختارا ، طالبوا موسى برؤية الله جهرة ، فأخذتهم الرجفة الشديدة فصرعتهم ، وتوسل موسى الى ربه أن يعيدهم وقال : ان هذا الطلب انما هو من السفهاء ، وان هذا امتحان منك ، وانك رب الهداية ، وانك تضل من تشاء حين لا تريد هدايته ، وانك ولينا جميعا فاغفر لنا ما سلف من ذنوبنا ، وأنت ارحم الراحمين فانزل علينا رحمتك ونعمك.