الشرك بين التصور والتوهم
هدى من الآيات :
حين يكون معيار الحق والباطل عند البشر ذاته ، وليس الواقع والحقيقة ، يزعم أنّ كلما يفعله يطابق الحقيقة عند الله ، وان أعماله وأقواله تستمد شرعيّتها من الله عز وجل ، إذ ما دام يعتقد هو بها وان ما تعتقده نفسه فهو صحيح. إذا فالله أيضا أمر به لذلك ينسب المشركون من أهل الكتاب أو من غيرهم شركهم وتشريعاتهم الى الله ، ولكن الله سبحانه لم يصدقهم إذ عذبهم ببأسه في الدنيا قبل الآخرة حتى ظهر لهم ولغيرهم أنهم ليسوا على حق ، ويتساءل القرآن كيف يزعمون أن أفكارهم صحيحة. هل علما بذلك أم ظنا وتوهما؟!
الله لا أنا وأنت فالذي عنده الهدى ، وله الحجة البالغة على الهدى ، وهو قادره على هداية الناس اليه ، أما هؤلاء فإنهم يكذبون بالحق ولا حجة لهم عليه ، ولا شهود صادقين ، ولذلك أمرهم القرآن بإحضار شهداءهم ، ولكنه نهى عن الشهادة لهم لأنهم.