وهكذا نصر الله عباده بالغيب
هدى من الآيات :
وهذا مشهد آخر من مشاهد الصراع بين الرسالة والرجعية الجاهلية ، حيث إن الله أراد أن يهدي آل فرعون عن طريق كسر غرورهم ، وتذليل نفوسهم المستكبرة بالمصائب والمشكلات ، ولكنهم استكبروا وكانوا يزعمون أن الخير والرفاه هو الأصل في حياتهم وهو منهم ، وأما الشر والمصائب فهي من نحس موسى (حاشاه) ولم يكونوا يشعرون بأن كل خير أو شر انما هو من عند الله ينزله بسبب أعمال العباد.
وحين لم تنفع هذه الوسيلة في هدايتهم ، بل صرحوا بأن الآيات هذه (سواء العصى واليد البيضاء أو المصائب والمشكلات كالجدب ونقص الثمرات) لا تجديهم نفعا ، وأنهم لن يؤمنوا بالرسالة مهما كان ، آنئذ أخذهم بالعذاب.
ولقد أرسل الله عليهم الطوفان ، وانتشر فيهم الجراد والقمّل والضفادع والدم بأمر منه سبحانه وكانت هذه الآيات مفصلة وواضحة ، لكنهم استكبروا عنها وكانوا قوما مجرمين ، فاذا كانوا فاسدين فكريا وعمليا.