إنهم كانوا يتوسلون بموسى كلما يقع عليهم الرجز ، ويصيبهم العذاب ، ويتعهدون له بالايمان لو كشف الله عنهم الرجز ، ولكنهم كانوا ينكثون كلما كشف الله عنهم العذاب لأجل محدّد.
وكانت تلك المصاعب والمصائب تستهدف هدايتهم ، ولكن حيث كفروا واستكبروا حان وقت الانتقام والعذاب ، فأغرقهم الله في البحر بسبب تكذيبهم وغفلتهم عن آيات الله ، وعواقب التكذيب بها.
بينات من الآيات :
الغرور سبب الكفر :
[١٣٠] سبب كفر الإنسان وتكذيبه بآيات الله هو استكباره وغروره ، وكلما كانت حضارة الإنسان ومدنيته وغناه أكثر كلما كان غروره أكبر.
ولكي يكسر الله غرور البشر ، فيرتفع عنهم هذا الحجاب الكثيف فيرون الحقيقة ، فانه يبعث إليهم رسولا ينذرهم ويحذرهم ، ويعمل بكل طاقته في سبيل إثارة فطرتهم ، وتنوير قلوبهم ، وإيقاظهم من السبات ، ولكن إذا ظل أولئك كافرين ومستكبرين عن الحقيقة فهنا يتخذ ربنا سبيلا أخر لهدايتهم هو : ابتلاؤهم في أموالهم أو في نفوسهم ببعض البلاء العام ، فاذا لم ينتفعوا بها أيضا أخذهم الله بالعذاب الشديد ، لذلك أخبر الله عن آل فرعون وقال :
(وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ)
ايّ بالقحط والجدب ، وكانوا قبل ذلك مغرورين بالأنهار التي تجري من تحتهم ، وبالنيل الذي فجر الله به خيرات الأرض لهم.