أسباب حيرة المبلسين
هدى من الآيات :
فيما مضى سبق القول في ان وجود الآيات في الكون وظهورها لا يكفي لهداية البشر ، إذ لا بد أن يكون جهاز الإدراك عنده سليما فمثلا لو اتخذ الفرد دينه لعبا ولهوا فكم تستطيع الآيات ان تكون نافعة له .. لا شيء ، هؤلاء هم الذين أبسلت أنفسهم ، بما كسبت من سيئات ، وحجبت الشهوات نور عقولهم ، فلا تنفعهم الموعظة بل يجب تركهم الى حين بلوغهم جزائهم عند الله. حيث يعذبون بشراب من حميم ، وعذاب أليم. جزاء ما طعموا من الشهوات الحرام ، وبما كفروا بالرسالة.
وقد يبلغ حال الواحد منهم وضعا مزريا حيث يتخذ من دون الله أربابا ـ هم أصحاب المال والزينة ـ ويترك هدى الله ، ويكون مثله كمن اخترق الصحراء مع أصحابه ، ولكنه ابتلي بالشياطين ، وفقد وعيه ، وأخذ يدور من دون فهم ويتبع الشياطين ويترك الصراط المستقيم ، والتسليم لله رب العالمين.