بينات من الآيات :
موقفنا منهم :
[٧٠] اننا كبشر نشعر بفطرتنا النقية. أن الطعام والجنس والراحة كلها وسائل للإبقاء على الحياة ، أما هدف الحياة فهو شيء آخر ، قد نختلف في تحديده تبعا لاختلاف ثقافتنا ، ولكننا نكاد لا نختلف في أصله ، بيد أن هناك من يتخذ دينه وهدفه الشهوات ، ويزعم أن اللذة هي الهدف الأساسي من الحياة ، أما الدين الحق فيتخذه لعبا يفسره كيف تشاء شهواته ، ولهوا يتسلى بطقوسه ، أو بالحديث حوله ، أما إذا جدّ الجدّ فأنه يتبرأ من الدين ، وموقف المؤمن من هؤلاء هو المقاطعة.
(وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا)
وإنما يهبط البشر الى هذا الحضيض بسبب تورطه في الشهوات ، وتعوده على اللذات والراحة والكسل ، حيث أبسلت نفسه.
والخلاص الوحيد من ظلمات الجهل والعادة هو التذكر المستمر الذي هو بمثابة حزمة نور ، تخرق حجاب العادة الى القلب.
(وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ)
أما إذا أبسلت النفس فأن الله سبحانه سوف يلعنها ، ولا يقبل منها شفيعا ، وليس لها ولي من دونه.
(لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها)
ان العدل لا يقبل من هذه النفس التي أبسلت ، وهذا هو مصير الذين أحاطت بهم ذنوبهم التي اكتسبوها.