رسالات الربّ
وسيلة الإصلاح الاقتصادي
هدى من الآيات :
وأهل مدين كما ثمود وقوم لوط ، انهارت مدنيّتهم على رؤوسهم بسبب فسادهم ، وأبرز مظاهر الفساد عندهم كان البخس في الميزان ، وإفساد الأرض زرعا وضرعا ، وقطع طرق الخير على عابريها ، والصدّ عن سبيل الله ، وتحريف الدين.
لقد جاءت رسالة الله على لسان شعيب لتنهاهم عن الفساد بعد الإصلاح ، والتخلف بعد التقدم ، والتدهور بعد النشاط ، فانقسموا على أنفسهم فريقين ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، والله سوف يحكم بين الفريقين ، والزمن شاهد على صدق النبوءة.
واحتدم الصراع وبدأ الكفار بمنع الناس عن الايمان بالرسالة واعتبار ذلك خسارة ، وانتهت قصتهم بعذاب أنزله الله عليهم في صورة رجفة قضت عليهم ، وشهد التاريخ ان الخاسرين إنما كانوا هم الذين كذّبوا بشعيب لا المؤمنين به ، وتلك النعم التي اغتروا بها لم تنفعهم في ساعة العذاب.