هكذا استجاب من سمع ،
وضل الصم البكم
هدى من الآيات :
حين يعطب جهاز الاستقبال ، فان كثافة الأمواج لا تزيده الا عطبا ، وحين يموت قلب الإنسان فان المزيد من الدلائل لا تنفع صاحبها. انك ترى الكفار يطالبون بالمزيد من الآيات ، والمشكلة ليست في قدرة الله على أن ينزل المزيد منها ، ولكن المشكلة في فائدة الآيات للذين تعطل عندهم جهاز الفهم ، ان نظرة واحدة الى الحياة وما فيها من دابة ، أو طائر في السماء لا فرق تكفينا دليلا على عظمة الخالق ، حيث أنها جميعا تسير وفق نظام اجتماعي معين ، وتنتهي الى الله ، ولكن هل تكفي هذه الآيات العظيمة لأولئك الذين فقدوا القدرة على التعبير لأنهم فقدوا السماع والتفاعل مع الحياة الحقيقية؟! انهم صم بكم يعيشون في ظلمات الجهل والجهالة ، لان الله سلب منهم نعمة العلم والهداية (بعد ان رفضوا الانتفاع بهما) فتاهوا في صحراء الضلالة ، أما الصالحون فقد هداهم الله الى الصراط المستقيم الذي يسير بهم الى أهدافهم السامية من أقرب الطرق.