مسئولية البشر في الهداية
هدى من الآيات :
بعد ان ذكّرت آيات الدرس السابق بالله سبحانه ، جاءت هذه الآيات لتؤكد المعنى الذي سبق في الدروس السابقة وهو أن وجود الآيات لا يكفي في هداية البشر ، بل إذا لم يرد الإنسان لنفسه الاهتداء ، فانه لا يهتدي وهو المسؤول عن ذلك.
وتصريف الآيات اي ذكرها بصفة مكررة انما هو بهدف توضيح الحقائق لمن يعلم أنه يجب عليه أن يتبع الحقائق ، دون خوف ممن يخالفها كالذين أشركوا ، والمشركون لا يعجزون الله إذ لو شاء الله ما أشركوا ، فشركهم انما هو بإذن الله (دون ان يكون برضاه سبحانه) والرسول ليس مسئولا عن شركهم ، ولا هو وكيلهم ، انما عليه ان يبلغهم الرسالة ، ثم إذا لم يستجيبوا يعرض عنهم الى غيرهم.
ان الشرك مضلل لأهله حتى انهم أصبحوا يقدّسون أصنامهم ، ولا يجوز سب هذه الأصنام لأنهم آنئذ سوف يسبون الله ظلما وعدوانا. وان الله الذي سوف يرجعون اليه سوف يجزيهم بما فعلوا ، وكيف أنهم خالفوا الحقائق.