وهكذا يحتجب الخلق عن الرب
هدى من الآيات :
تحقيقا للهدف العام لسورة الانعام الذي هو تنمية روح الايمان بالله في النفوس ، وجعله مصباحا يهدى الإنسان في ظلمات الحياة ، تحقيقا لهذا الهدف العظيم جاءت آيات هذا الدرس لتفضح الدافع الأساسي لتكذيب آيات الله ورسالاته ، لعل الإنسان يتذكر بنفسه ويحاول تطهيرها من شر هذا الدافع الأساسي الذي هو الاستهزاء بالحق ، والاعراض عن آياته ، وما دام البشر يستخف بالحق ولا يقدره حق قدره ، فانه لن يستمع الى آيات الحق ، ولن يحاول استيعاب هذه الآيات.
ولكي يطهر البشر قلبه من هذا الدافع فعلينا أن نذكّره (كما عليه هو أن يتذكر) بمصير المستهزئين بالحق ، المعرضين عن آياته كيف أنهم دمّروا شر تدمير.
وتبين آيات هذا الدرس انه ما دام الاستهزاء موجودا ، أي ما دام البشر غير مهتم بالحق. فانه لا ينتفع بأيّة آية ، بل يحاول أن يتشبث ببعض الحجج الواهية حتى يردّ الحق وآياته ، ومتى ما فشلت حجة من حججه ، فانه يسارع الى حجة واهية