ردة العالم ومثل الكلب اللاهث
هدى من الآيات :
حين يتخذ الدين اداة لشحذ العزيمة ، ووسيلة لتكامل البشر ، فان ذلك سيكون وفاء لميثاق الإنسان وعهده مع ربه ، ولكن حين يكذب البشر بآيات الله ، ولا يتمسك بها بقوة ، بل ينسلخ منها إذا تعرض لضغوط ما ، فإن الشيطان سيلحق به ليملأ قلبه الذي فرغ من آيات الله فيصبح خاويا ، والله قادر على ان يرفع البشر بآياته ، ولكن بشرط ان ينبعث البشر بذاته عن جاذبية الأرض ، ولا يتبع هواه ، أما إذا أخلد الى الأرض ، وركن إليها ، واعتمد على العرض الزائل من الدنيا ، فمثل هذا الشخص كمثل الكلب في خسته ودناءته ، وارتباطه بالدنيا واتباعه لأهلها بأقل شيء ، وهناك صفة اخرى له هي أنه يلهج بآيات الله التي لم يستفد منها إلا ألفاظا وأسماء ، فهو حين تجادله في آيات الله يلهث بها ، أو تتركه يلهث بها مراء ونفاقا.
ولقد ضرب الله هذه الامثلة لعل الناس يتفكرون ، ولا يتخذون الدين تقليدا أو أسماء بلا معاني.