كيف يضل المتكبّر؟
هدى من الآيات :
انها آيات الله الكريمة التي أوحى بها الى موسى (عليه السلام) ، إنها كانت وسيلة لاختيار الله موسى (عليه السلام) قائدا وإماما لقومه ، بيد أن الله حذّر قوم موسى من التهاون في الأخذ بدساتير الله ، وحذرهم بأن ذلك سيهدم دار الفاسقين الذين يعصون أوامر الله ، وبيّن في هاتين الآيتين ان الفسق قد يكون شخصيا فيهدم دار الفاسق ، وقد يكون اجتماعيا فانه سوف يسبب في الهلاك وحبط الأعمال ، والفسق الاجتماعي يتمثل في هدف المجتمع ككل ، إذا كان هدفا باطلا نابعا من التكبر بغير حق ، ومحاولة السيطرة على الآخرين ، إذ ان ذلك سوف يسبب في الكفر بالآيات ، وقلب المقاييس الفطرية ، حتى يصبح الرشد غيا عندهم ، والغي رشدا ، كل ذلك بسبب التكذيب بآيات الله والغفلة عنها.
هذا من الناحية الفطرية ، أما من الناحية العملية فان أعمال هؤلاء تحبط ولا تنفع شيئا ، لأنها تسير في الاتجاه الباطل ، حتى ولو كان العمل صحيحا من الناحية